بالأرقام..سترتفع نسبة المسلمون في آسيا خلال الـ30 عاما المقبلة. مؤشرات النمو من 1951 إلى 2050
بدأ ثاني أكثر دين من حيث الانتشار بعد المسيحية، يجد الطريق أمامه مُعبَّداً لدخول قلوب غير المسلمين وعقولهم، فيبادلونه الدخول معلنين إسلامهم لتزداد نسبتهم في العالم الغربي. ولا يختلف الباحثون المهتمون بشؤون الإسلام والمسلمين في العالم على أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 زادت الطين بِلَّة على صعيد العنف والتحريض الممارَسَين ضد الدين الإسلامي. في هذه المقالة سنتطرق لشقين الأول حول قصة إنتشار الاسلام في آسيا والثاني حول الدراسات التي تأكد أن الاسلام سينتشر بقوة في الفترات القادمة إلى سنة 2050 .الاسلام في اسيا
منطقة جنوب شرق آسيا كانت من المناطق البعيدة عن الانتشار الإسلامي ، في ذلك العصر الذي بدأ فيه الإسلام في التوسع ، و لذلك قد يكون وصول الإسلام في هذه المنطقة أمر غريب إلى حد كبير .الاسلام في اسيا
جنوب شرق آسيا
هذا المسمى جنوب شرق آسيا يتم إطلاقه بشكل عام على كافة الأقاليم التي تقع بين جنوب الصين و شبه القارة الهندية ، التي يحدها بحر الصين من الشرق و المحيط الهادئ من الجنوب الغربي ، و خليج البنغال و المحيط الهندي من الغرب ، كما أن هذه المنطقة تضم عدة دول حاليا ، منها أندونيسيا و ماليزيا و سنغافورة و الفلبين و كمبوديا و بورما ، و لاوس و فيتنام و تركستان الشرقية و تايلاند و بروناي و الصين ، و قد امتازت هذه المنطقة بمزيج من الطابع الهندي و الصيني و التأثر الوضح بثقافتيهما .الاسلام في اسيا
انتشار الإسلام
تعتبر قصة انتشار الإسلام في هذه المنطقة من أعظم القصص التي تروي انتشار الإسلام في العالم ، حيث أن المسلمين لم يتمكنوا من الوصول إلى هذه المناطق بصحبة الجيوش الجرارة و لم يدخلوها حربا ، و إنما وصلوا إليها عن طريق التجارة ، حيث ذهبوا إليها كتجار يحملون الصفات و الأخلاق التي حث عليها ديننا الحنيف ، و تعاملوا بالحسنى و دعوا إلى الله ، و هنا اتسم غزو الإسلام بكونه غزو للقلوب و ليس للأراضي .
في هذه الأوقات قام المسلمين بحمل بضاعتهم راحلين إلى بلاد المشرق التي تبعد كثيرا عنهم ، فتعرفوا عليهم أهل هذه البلدان و عرفوا فيهم العفة و الصدق و الأمانة ، فأحبوا الإسلام على أيديهم .
بعد أعوام طويلة من تعرف أهل هذه المناطق على الدين الإسلامي و المسلمين ، و اعتناق عدد كبير منهم للدين الإسلامي ، عانوا مرارة الحملات التنصيرية ، و التي تم إرسالها من البرتغال و هولندا و بريطانيا و غيرها .
إسلام أونج
أونج هو أحد حكام بروناي ، و قد أسلم هذا الحاكم على يد السلطان محمد شاه ، و قد تمكن من توسيع نفوذه فشملت دولته الفلبين و جزر صولو ، و قد حاول البريطانيين الاتفاق مع هؤلاء السلاطين بأن تبقى إدارتهم مدنية فقط ، و هنا رفض ملك بروناي الانضمام إلى هذا الاتحاد الماليزي ، و في هذا التوقيت كانت مالقا قد تحولت للإسلام ، و لذلك قام البرتغاليين باحتلالها و تبعهم إليها الهولنديين ، و بالغوا في قتل و إيذاء المسلمين ، و هنا قامت العديد من الثورات ، كان من أهمها ثورة الشيخ الهادي ، بعدها قامت بريطانيا باحتلال اليابان و عملت على تخريبها ، إلى أن تم إعلان استقلال اتحاد الملايو في مؤتمر لندن .الاسلام في اسيا
إمارات مسلمة في آسيا
كانت أولى الأسر المسلمة التي تم التعرف عليها في الصين هي أسرة تانج ، و قد عاصرت هذه الأسرة البعثة النبوية ، بعدها ازدهر الإسلام عندهم وصولا إلى الأسرة المانشورية ، و التي عملت على اضطهاد المسلمين و قتلهم ، و توالت الأحداث بين اختفاء الإسلام و رجوعه .
أما بالنسبة للفلبين فقد دخلها الإسلام على يد إمارة رجا سليمان ، مرورا بحكم ماكتان و العديد من الأحداث وصولا إلى حرب الإبادة .
و بالنسبة لبورما فقد وصل إليها الإسلام عن طريق مسلمي الهند و الصين ، و بعد أن تم احتلالها قم المسلمين بالتجمع في منطقة أراكان ، و لازالت حتى الآن هذه المنطقة تعاني من عمليات الإبادة العرقية ضد المسلمين .
أما بالنسبة لمنطقة الهند الصينية أو تشامبيا ، تلك المنطقة التي تشمل الآن لاوس و كمبوديا و فيتنام ، فمعظم الشعوب الساكنين في هذه المناطق كانوا يدينون بمعتقدات غريبة ، وصولا إلى انتشار الإسلام عندهم ، و ذلك على يد مملكة أنام .
عام 2050 الفارق .. لماذا وكيف ينتشر الإسلام في الغرب؟
الإسلام هو الدين السائد في آسيا الوسطى، وإندونيسيا، والشرق الأوسط، وجنوبي آسيا، وشمالي أفريقيا، وبعض أجزاء أخرى من آسيا، وتضم منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر عدد من المسلمين.الاسلام في اسيا
حيث أجمعت دراسات عدّة على أن عام 2050 سيكون نقطة تحوُّل في أعداد المسلمين، إذ توقَّع تقرير صادر عن معهد “بيو” للأبحاث أن عددهم في العالم سيزيد بنحو 73% بين عامي 2010 و2050.
في 2010 كان بالعالم 1.6 مليار مسلم و2.17 مليار مسيحي، لكن بالنظر إلى التغيرات الديموغرافية فإنه في عام 2050 سيكون هناك 2.76 مليار مسلم و2.92 مليار مسيحي، وإذا استمرت كلتا الديانتين في النمو بالمعدل ذاته، فسيكون عدد المسلمين أكبر.
لماذا تزداد أعداد المسلمين؟
تُرجع دراسة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية عام 2017، تزايد أعداد المسلمين إلى عدة أسباب، أبرزها أن أغلبية مسلمي أوروبا من الشباب، إضافة إلى أن نسبة إنجاب المسلمين هي الأكبر من بين جميع الطوائف الدينية الأخرى. هذا فضلاً عن الهجرات الشرعية للدراسة والعمل وغيرها من الأسباب الأخرى. أضِف إلى ذلك انتشار الإسلام بين سكان أوروبا الأصليين، بسبب حركة الدعوة الإسلامية النشطة هناك.
ومن الملاحظ ارتباط الزيادة بعام 2010 وما بعده، وهذا يرجع إلى حركة الهجرة التي بدأت بعد أحداث الربيع العربي ، حيث اضطرت أعداد كبيرة من المسلمين في العالم العربي إلى البحث عن بيئة اقتصادية وسياسية أكثر أمناً. وعلى الرغم من أن سبب الهجرة هو الأهم والأكثر ارتباطاً، فإن دراسة الغارديان أكدت أن الزيادة ستستمر حتى لو توقَّف تدفق اللاجئين إلى دول أوروبا، وهذا بسبب العوامل السابقة.
وللنظر أكثر في الأسباب القريبة التي أدت إلى انتشار الإسلام بالغرب، استطلع الخليج أونلاين ملخصاً لكتاب الإسلام.. الدين الأسرع انتشاراً وتوسعاً في العالم ، والذي ترجمه موقع الألوكة من اللغة الإسبانية. وبحسب الكِتاب، فإنَّ سبب زيادة عدد المسلمين في العالم يرجع ليس فقط إلى زيادة أعداد سكان الدول الإسلامية، بل إلى زيادة معتنقيه، وهذه الظاهرة زادت بشكل كبير، خاصة بعد أحداث الـ 11 سبتمبر”.
ويضيف الكِتاب مستشهداً بأبحاثٍ عدة أكدت أن الزيادة ترجع إلى زيادة المتحولين إلى الإسلام قد جذبت هذه الأحداث (11 سبتمبر) انتباهَ الناس إلى الإسلام، خاصة في الولايات المتحدة وهو ما أدى إلى تحوُّل عديد منهم إلى الدين الإسلامي. وهنا مثال يضربه الكِتاب، في 20 يونيو 2004، أكدت جريدة NTV news أن الإسلام هو الدين الأكثر انتشاراً في أوروبا، متفقةً مع تقرير للوكالة الفرنسية للاستخبارات، ذكرت فيه أن عدد المتحولين إلى الإسلام في فرنسا وصل من 30 إلى 40 ألفاً”.
سيناريوهات العقود الثلاثة المقبلة
حسب معهد بيو للأبحاث الاسلامية ، فإن ارتفاع عدد المسلمين بأوروبا، في العقود القادمة، يستند إلى ثلاثة نماذج مختلفة: الأول ينطلق من احتمالية وقف أي عملية دخول للمهاجرين إلى الدول الغربية. وفي هذا النموذج يُتوقع ارتفاع نسبة المسلمين من 5% إلى 7.5% بحدود عام 2050، وتفسير ذلك يعود إلى طبيعة الجالية المسلمة، لكونها جالية “شابة” مقارنة ببقية سكان أوروبا، كما أن معدل مواليد المسلمين مرتفع .
أما النموذج الثاني، فينطلق من احتمالية وقفٍ تامٍّ لعملية استقبال اللاجئين، لكن مع استمرار العمل بالهجرة الاعتيادية للطلاب والباحثين عن العمل وأُسر المهاجرين، فيتوقع نمواً في نسبة المسلمين يصل إلى 11.2% مع حلول 2050. وفي النموذج الثالث الذي يعتمد على استمرار وصول المهاجرين بالوتيرة ذاتها، تتوقع دراسة معهد بيو ارتفاعاً إلى حدود 14% مع مجيء العام المذكور سابقاً.
فيديو يوضح بالأرقام إنتشار المسلمين في آسيا من سنة 1951 إلى 2050
2 تعليقات